ذكر ابن القيم في المنار المنيف نحو هذا الحديث مع جملة أحاديث مكذوبة ، ثم قال :
وبالجملة فكل أجاديث الديك كذب إلا حديثاً واحداً :(إذا سمعتم صياح الديك فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكاً ) أخرجه البخاري ومسلم .
وقد استدرك عليه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة غفر الله له حديث :(لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة ) أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي بنحوه .
======================
هذا الحديث ذكره الإمام الدارقطني رحمه الله في العلل
جاء في العلل(8/156)
(وسئل عن حديث سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ((ان الله أذن لي أن أحدث عن ملك قد خرقت رجلاه الأرض السابعة والعرش على منكبه وهو يقول…)) الحديث .
فقال: يرويه إسرائيل واختلف عنهفرواه إسحاق بن منصور السلولي عن إسرائيل عن معاوية بن إسحاق عن المقبري عن أبي هريرة
وغيره يرويه عن إسرائيل عن إبراهيم أبي إسحاق وهو إبراهيم بن الفضل مديني ضعيف)انتهى.
و قال الدارقطني كما في أطراف الغرائب والأفراد لابن طاهر ج:5 ص:194
حديث إذن لي أن أحدث ملك رجلاه الحديثغريب من حديث معاوية بن إسحاق بن طلحة عنهتفرد به إسحاق بن منصور عن إسرائيل عنه ولم أره إلا من حديث حمدان بن عمر البزار عنه وغيره يرويه عن إسرائيل عن إبراهيم بن إسحاق وهو إبراهيم بن الفضل عن المقبري
تنبيه:جاء في مستدرك الحاكم(4/320-321) (إتحاف المهرة(14/706)) أخبرنا أبو عبدالله الصفار ثنا أحمد بن مهران ثنا عبيدالله بن موسى أنا إسرائيل عن معاوية بن إسحاق عن المقبري عنة أبي هريرة مرفوعا
فأحمد بن مهران الأصبهاني لايعرف فيه جرح ولاتعديل (ينظر رجال الحاكم في المستدرك للشيخ مقبل(2/201-202)وقد ذكره الحافظ ابن حجر في لسان الميزان(ج:1 ص:316 ) تمييزا ولم يذكر فيه جرح ولاتعديل.
=================
الحديث من طريق إبراهيم بن الفضل ضعيفوو بما أنه غريب من طريق معاوية بن إسحاق فضلاً عن كون أحمد بن مهران الأصبهاني لم يعرف فيه جرح ولاتعديل
=================
الاختلاف في المتن
رواه أبو يعلى في مسنده(11/496رقم6619) عن عمرو الناقد حدثنا إسحاق بن منصور السلولي حدثنا إسرائيل عن معاوية بن إسحاق عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ((أذن لي أن أحدث عن ملك قد مرقت رجلاه الأرض السابعة والعرش على منكبه وهو يقول سبحانك أين كنت وأين تكون)).
وقال الطبراني في الأوسط(7/220)7324 حدثنا محمد بن العباس ثنا الفضل بن سهل الأعرج ثنا إسحاق بن منصور ثنا إسرائيل عن معاوية بن إسحاق عن سعيد ن أبي سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله إن الله جل ذكره إذن لي أن أحدث عن ديك قد مرقت رجلاه الأرض وعنقه منثني تحت العرش وهو يقول سبحانك ما أعظمك ربنا فرد عليه ما يعلم ذلك من حلف بي كاذبا لم يرو هذا الحديث عن معاوية بن إسحاق إلا إسرائيل تفرد به إسحاق بن منصور.
أوجه الاختلاف في اللفظ الأول(ملك)وفي الثاني (ديك)!
في اللفظ الأول (والعرش على منكبه ) وفي اللفظ الثاني (عنقه منثني تحت العرش)
في اللفظ الأول يقول الملك(وهو يقول سبحانك أين كنت وأين تكون)وفي اللفظ الثاني يقول الديك(وهو يقول سبحانك ما أعظمك ربنا فرد عليه ما يعلم ذلك من حلف بي كاذبا ).ولو قلنا إن الملك على هيئة ديك ، فهل للديك منكب
===================
والحديث معلول كما سبق
وقد أعله الإمام الناقد الدارقطني كما سبق ، وأشار إلى تفرد إسحاق بن منصور السلولي به حيث قال (فقال: يرويه إسرائيل واختلف عنهفرواه إسحاق بن منصور السلولي عن إسرائيل عن معاوية بن إسحاق عن المقبري عن أبي هريرة
وغيره يرويه عن إسرائيل عن إبراهيم أبي إسحاق وهو إبراهيم بن الفضل مديني ضعيف)
وأما متابعة عبيدالله بن موسى لإسحاق بن منصور عند الحاكم ففي سندها كلام كما سبق ذكر ذلك في في المشاركة السابقة (جاء في مستدرك الحاكم(4/320-321) (إتحاف المهرة(14/706)) أخبرنا أبو عبدالله الصفار ثنا أحمد بن مهران ثنا عبيدالله بن موسى أنا إسرائيل عن معاوية بن إسحاق عن المقبري عنة أبي هريرة مرفوعا
فأحمد بن مهران الأصبهاني لايعرف فيه جرح ولاتعديل (ينظر رجال الحاكم في المستدرك للشيخ مقبل(2/201-202)وقد ذكره الحافظ ابن حجر في لسان الميزان(ج:1 ص:316 ) تمييزا ولم يذكر فيه جرح ولاتعديل.)وذكره ابن حبان في الثقات(8/48) فقال( أحمد بن مهران بن خالد أبو جعفر من أهل يزد يروى عن عبيد الله بن موسى روى عنه المنكدري مات سنة ست وثمانين ومائتين)، وابن حبان عنده تساهل في التوثيق في مثل هذا .
فلا تصح متابعة لإسحاق بن منصور السلولي على هذا الحديث ، وقد ذكر الدارقطني رحمه الله أن غيره يرويه عن إسرائيل عن إبراهيم بن الفضل المديني ، وهذا وإن لم يذكر الدارقطني أسانيد من خالفه إلا أنه جزم بذلك وهو إمام ناقد مقدم على غيره في هذا الفن .
يضاف إلى ذلك ما وقع في المتن من اختلاف.
===============
وهذا النقل للشيخ أبو محمد الألفى حفظه الله، قال :قال الشيخ الألبانى فى (( السلسلة الصحيحة ))( ح150) : (( قد صحَّ الحديث (الديك) ، والرواة كلهم ثقات من رجال البخارى غير ابن الأخرم ، وهو من الفقهاء الحفاظ المتقنين كما فى (( لسان الميزان )) . على أن إسحاق بن منصور لم يتفرد به عن إسرائيل ، فقد تابعه عبيد الله بن موسى . فالحديث صحيح الإسناد )) .قلت (الشيخ أبو محمد) : وفيما ذكره الألبانى خاصَّةً نظر من وجوه :[ الأول ] القول بأن رواته من رجال البخارى منتقض ، بأن البخارى لم يخرِّج شيئاً من رواية معاوية بن إسحاق عن سعيد المقبرى ، ولا من رواية إسرائيل عنه !! . وليس لمعاوية بن إسحاق عنده ، إلا ما أخرجه فى (( الجهاد والسير )) ، قال :حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِي الله عَنْهَا قَالَتِ : اسْتَأْذَنْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجِهَادِ ، فَقَالَ : (( جِهَادُكُنَّ الْحَجُّ )) . حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بِهَذَا وَعَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سَأَلَهُ نِسَاؤُهُ عَنِ الْجِهَادِ ؟ ، فَقَالَ : (( نِعْمَ الْجِهَادُ الْحَجُّ )) .قلت : فهذا فى غاية البيان ؛ أن البخارى إنما اعتمده فى المتابعات ، وفى روايته عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ ، ومن رواية الثورى عنه .[ الثانى ] لعلَّ البخارى إنما اعتمد رواية مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ بن طلحة بن عبيد الله التيمى عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ ، لإنها عمَّته ، وهو من أعرف الناس بها ، وأما روايته عن سعيد المقبرى ، فليست فى شئٍ من (( الكتب الستة )) البتة !! . وسعيد المقبرى ثقة مجمع على ثقته وجلالته ، ولكن اعتمده البخارى ومسلم من رواية الكبار عنه : مالك ، والليث ، وابن أبى ذئبٍ ، وعبيد الله بن عمر ، وإسماعيل بن أمية ، وأيوب بن موسى الأمويان ، ونحوهم من الكبار . وأما رواية مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ عنه فلا ![ الثالث ] أن ذكر الديك منكر ، فقد خولف كلا من عبيد الله بن موسى باذام ، ومحمد بن العباس الأخرم عليه .فقد أخرجه أبو يعلى (11/496/6619) : حدثنا عمرو الناقد ثنا إسحاق بن منصور ثنا إسرائيل عن معاوية بن إسحاق عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( أذن لي أن أحدِّث عن مَلَكٍ ، قد مرقت رجلاه الأرض السابعة ، والعرش على منكبه ، وهو يقول : سبحانك أين كنت ، وأين تكون )) .قلت : وعمرو بن محمد الناقد أوثق وأحفظ وأضبط من محمد بن العباس الأخرم ، وشتان بين روايته (( أحدِّث عن مَلَكٍ )) ، ورواية الأخرم وباذام (( أحدِّث عن ديك )) !! ، وليس هذا من تصحيف الواهم بسبيلٍ ، سيما مع كثرة الموضوعات عن الديك الذى يحمل العرش ، وشيوعها وشهرتها ، وتصحيح البعض إيَاها . ولا يشك عاقل أن هناك فرقاً واضحاً وكبيراً بين أن يحمل عرش الرحمن العظيم ملكٌ عظيمٌ ، أو أن يكون حاملُه ديكاً ذا زغبٍ أخضر ، وريشٍ أبيض ، كما سيأتى بيانه ؟؟! . وإذ قد أتينا على المراد من هذا التعقب ، فلنورد هذا الفصل بتمامه من (( الموضوعات )) للحافظ أبى الفرج بن الجوزى .قال الحافظ ( ج3/ ص8:6) : باب ما ذكر أن في السماء ديكاً فيه عن جابر ، وابن عباس ، والعرس بن عميرة . فأما حديث جابر فله طريقان : [ الطريق الأول ] أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا ابن عدى حدثنا محمد بن الحسن البصري حدثنا على بن بحر أنبأنا على بن أبى على عن محمد بن المنكدر عن جابر أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : (( إن لله ديكاً ، عنقه مطوية تحت العرش ، ورجلاه في التخوم ، فإذا كانت هدأة من الليل ، صاح : سبوح قدوس ، فصاحت الديكة )) . [ الطريق الثانى ] أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا مبشر بن موسى حدثنا الحميدى حدثنا على ابن أبى على اللهبى عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : (( إن لله عزوجل ديكا ، براثنه في الارض السابعة ، وعنقه منطوية بالعرش ، فإذا كان هوى من الليل ، قال : سبوح قدوس ، قال : فعند ذلك تصيح الديكة )) . وأما حديث ابن عبَّاسٍ : فأنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا الحسن بن على عن على بن عمر الحافظ عن أبى حاتم حدثنا محمد بن سدوست النسوي حدثنا حميد بن زنجويه حدثنا محمد بن خداش حدثنا على بن قتيبة عن ميسرة بن عبد ربه عن عمر بن سليمان الدمشقي عن الضحاك عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لما أسرى بى إلى السماء ، رأيت فيها أعاجيب من عباد الله وخلقه ، ومن ذلك الذى رأيت في السماء ديك ، له زغب أخضر وريش أبيض ، بياض ريشه كأشد بياض رأيته قط ، وزغبه أحمر كأشد حمرة رأيتها قط ، وإذا رجلاه في تخوم الارض السابعة السفلى ، ورأسه عند عرش الرحمن ، مثنى عنقه تحت العرش ، له جناحان في منكبيه ، إذا نشرهما جاوز المشرق والمغرب ، فإذا كان في بعض الليل نشر جناحيه وخفق بهما وصرخ بالتسبيح لله تعالى يقول : سبحان الملك القدوس ، سبحان الله العظيم المتعال ، لا إله إلا الله الحى القيوم ، فإذا فعل ذلك سبحت ديكة الارض ، وخفقت بأجنحتها ، وأخذت في الصراخ ، فإذا سكن ذلك الديك في السماء ، سكنت الديكة )) . وذكر حديثا طويلا في قصة المعراج شبيها بعشرين ورقة . وأما حديث العرس: فأنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا ابن عدى حدثنا على بن إبراهيم بن الهيثم حدثنا أحمد بن على بن الافطح حدثنا يحيى بن زهدم بن الحارث الغفاري عن أبيه عن العرس بن عميرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن لله ديكا ، براثنه في الارض السفلى ، وعرقه تحت العرش ، يصرخ عند مواقيت الصلاة ، ويصرخ له ديك السموات سماء سماء ، ثم يصرخ بصراخ ديك السموات ديك الارض ، يقول في صراخه : سبوح قدوس رب الملائكة والروح )) . قال أبو الفرج : (( هذه أحاديث كلها موضوعة . فأما حديث جابر ، ففي طريقيه على بن أبى على اللهبى . قال البخاري : هو منكر الحديث ، وقال يحيى : ليس بشئ ، وقال النسائي : متروك الحديث ، وقال ابن حبان : يروى عن الثقاة الموضوعات لا يجوز الاحتجاج به . وأما حديث ابن عباس ، فالمتهم به ميسرة . قال البخاري : يرمى بالكذب ، وقال ابن حماد : كان كذابا ، وقال النسائي والدار قطني : متروك ، وقال العقيلى : أحاديثه بواطيل لا يحل كتب حديثه إلا اعتبارا ، وقال ابن حبان : يروى الموضوعات عن الاثبات ، ويضع المعضلات على الثقات في الحث على الخير ، وهو صاحب حديث فضائل القرآن (( من قرأ كذا فله كذا )) ، لا يحل كتب حديثه إلا للاعتبار . وأما حديث العرس ، فقال ابن حبان : يحيى بن زهدم روى عن أبيه نسخة موضوعة لا يحل كتبها إلا على التعجب )) .
وبالجملة فكل أجاديث الديك كذب إلا حديثاً واحداً :(إذا سمعتم صياح الديك فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكاً ) أخرجه البخاري ومسلم .
وقد استدرك عليه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة غفر الله له حديث :(لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة ) أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي بنحوه .
======================
هذا الحديث ذكره الإمام الدارقطني رحمه الله في العلل
جاء في العلل(8/156)
(وسئل عن حديث سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ((ان الله أذن لي أن أحدث عن ملك قد خرقت رجلاه الأرض السابعة والعرش على منكبه وهو يقول…)) الحديث .
فقال: يرويه إسرائيل واختلف عنهفرواه إسحاق بن منصور السلولي عن إسرائيل عن معاوية بن إسحاق عن المقبري عن أبي هريرة
وغيره يرويه عن إسرائيل عن إبراهيم أبي إسحاق وهو إبراهيم بن الفضل مديني ضعيف)انتهى.
و قال الدارقطني كما في أطراف الغرائب والأفراد لابن طاهر ج:5 ص:194
حديث إذن لي أن أحدث ملك رجلاه الحديثغريب من حديث معاوية بن إسحاق بن طلحة عنهتفرد به إسحاق بن منصور عن إسرائيل عنه ولم أره إلا من حديث حمدان بن عمر البزار عنه وغيره يرويه عن إسرائيل عن إبراهيم بن إسحاق وهو إبراهيم بن الفضل عن المقبري
تنبيه:جاء في مستدرك الحاكم(4/320-321) (إتحاف المهرة(14/706)) أخبرنا أبو عبدالله الصفار ثنا أحمد بن مهران ثنا عبيدالله بن موسى أنا إسرائيل عن معاوية بن إسحاق عن المقبري عنة أبي هريرة مرفوعا
فأحمد بن مهران الأصبهاني لايعرف فيه جرح ولاتعديل (ينظر رجال الحاكم في المستدرك للشيخ مقبل(2/201-202)وقد ذكره الحافظ ابن حجر في لسان الميزان(ج:1 ص:316 ) تمييزا ولم يذكر فيه جرح ولاتعديل.
=================
الحديث من طريق إبراهيم بن الفضل ضعيفوو بما أنه غريب من طريق معاوية بن إسحاق فضلاً عن كون أحمد بن مهران الأصبهاني لم يعرف فيه جرح ولاتعديل
=================
الاختلاف في المتن
رواه أبو يعلى في مسنده(11/496رقم6619) عن عمرو الناقد حدثنا إسحاق بن منصور السلولي حدثنا إسرائيل عن معاوية بن إسحاق عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ((أذن لي أن أحدث عن ملك قد مرقت رجلاه الأرض السابعة والعرش على منكبه وهو يقول سبحانك أين كنت وأين تكون)).
وقال الطبراني في الأوسط(7/220)7324 حدثنا محمد بن العباس ثنا الفضل بن سهل الأعرج ثنا إسحاق بن منصور ثنا إسرائيل عن معاوية بن إسحاق عن سعيد ن أبي سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله إن الله جل ذكره إذن لي أن أحدث عن ديك قد مرقت رجلاه الأرض وعنقه منثني تحت العرش وهو يقول سبحانك ما أعظمك ربنا فرد عليه ما يعلم ذلك من حلف بي كاذبا لم يرو هذا الحديث عن معاوية بن إسحاق إلا إسرائيل تفرد به إسحاق بن منصور.
أوجه الاختلاف في اللفظ الأول(ملك)وفي الثاني (ديك)!
في اللفظ الأول (والعرش على منكبه ) وفي اللفظ الثاني (عنقه منثني تحت العرش)
في اللفظ الأول يقول الملك(وهو يقول سبحانك أين كنت وأين تكون)وفي اللفظ الثاني يقول الديك(وهو يقول سبحانك ما أعظمك ربنا فرد عليه ما يعلم ذلك من حلف بي كاذبا ).ولو قلنا إن الملك على هيئة ديك ، فهل للديك منكب
===================
والحديث معلول كما سبق
وقد أعله الإمام الناقد الدارقطني كما سبق ، وأشار إلى تفرد إسحاق بن منصور السلولي به حيث قال (فقال: يرويه إسرائيل واختلف عنهفرواه إسحاق بن منصور السلولي عن إسرائيل عن معاوية بن إسحاق عن المقبري عن أبي هريرة
وغيره يرويه عن إسرائيل عن إبراهيم أبي إسحاق وهو إبراهيم بن الفضل مديني ضعيف)
وأما متابعة عبيدالله بن موسى لإسحاق بن منصور عند الحاكم ففي سندها كلام كما سبق ذكر ذلك في في المشاركة السابقة (جاء في مستدرك الحاكم(4/320-321) (إتحاف المهرة(14/706)) أخبرنا أبو عبدالله الصفار ثنا أحمد بن مهران ثنا عبيدالله بن موسى أنا إسرائيل عن معاوية بن إسحاق عن المقبري عنة أبي هريرة مرفوعا
فأحمد بن مهران الأصبهاني لايعرف فيه جرح ولاتعديل (ينظر رجال الحاكم في المستدرك للشيخ مقبل(2/201-202)وقد ذكره الحافظ ابن حجر في لسان الميزان(ج:1 ص:316 ) تمييزا ولم يذكر فيه جرح ولاتعديل.)وذكره ابن حبان في الثقات(8/48) فقال( أحمد بن مهران بن خالد أبو جعفر من أهل يزد يروى عن عبيد الله بن موسى روى عنه المنكدري مات سنة ست وثمانين ومائتين)، وابن حبان عنده تساهل في التوثيق في مثل هذا .
فلا تصح متابعة لإسحاق بن منصور السلولي على هذا الحديث ، وقد ذكر الدارقطني رحمه الله أن غيره يرويه عن إسرائيل عن إبراهيم بن الفضل المديني ، وهذا وإن لم يذكر الدارقطني أسانيد من خالفه إلا أنه جزم بذلك وهو إمام ناقد مقدم على غيره في هذا الفن .
يضاف إلى ذلك ما وقع في المتن من اختلاف.
===============
وهذا النقل للشيخ أبو محمد الألفى حفظه الله، قال :قال الشيخ الألبانى فى (( السلسلة الصحيحة ))( ح150) : (( قد صحَّ الحديث (الديك) ، والرواة كلهم ثقات من رجال البخارى غير ابن الأخرم ، وهو من الفقهاء الحفاظ المتقنين كما فى (( لسان الميزان )) . على أن إسحاق بن منصور لم يتفرد به عن إسرائيل ، فقد تابعه عبيد الله بن موسى . فالحديث صحيح الإسناد )) .قلت (الشيخ أبو محمد) : وفيما ذكره الألبانى خاصَّةً نظر من وجوه :[ الأول ] القول بأن رواته من رجال البخارى منتقض ، بأن البخارى لم يخرِّج شيئاً من رواية معاوية بن إسحاق عن سعيد المقبرى ، ولا من رواية إسرائيل عنه !! . وليس لمعاوية بن إسحاق عنده ، إلا ما أخرجه فى (( الجهاد والسير )) ، قال :حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِي الله عَنْهَا قَالَتِ : اسْتَأْذَنْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجِهَادِ ، فَقَالَ : (( جِهَادُكُنَّ الْحَجُّ )) . حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بِهَذَا وَعَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سَأَلَهُ نِسَاؤُهُ عَنِ الْجِهَادِ ؟ ، فَقَالَ : (( نِعْمَ الْجِهَادُ الْحَجُّ )) .قلت : فهذا فى غاية البيان ؛ أن البخارى إنما اعتمده فى المتابعات ، وفى روايته عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ ، ومن رواية الثورى عنه .[ الثانى ] لعلَّ البخارى إنما اعتمد رواية مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ بن طلحة بن عبيد الله التيمى عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ ، لإنها عمَّته ، وهو من أعرف الناس بها ، وأما روايته عن سعيد المقبرى ، فليست فى شئٍ من (( الكتب الستة )) البتة !! . وسعيد المقبرى ثقة مجمع على ثقته وجلالته ، ولكن اعتمده البخارى ومسلم من رواية الكبار عنه : مالك ، والليث ، وابن أبى ذئبٍ ، وعبيد الله بن عمر ، وإسماعيل بن أمية ، وأيوب بن موسى الأمويان ، ونحوهم من الكبار . وأما رواية مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ عنه فلا ![ الثالث ] أن ذكر الديك منكر ، فقد خولف كلا من عبيد الله بن موسى باذام ، ومحمد بن العباس الأخرم عليه .فقد أخرجه أبو يعلى (11/496/6619) : حدثنا عمرو الناقد ثنا إسحاق بن منصور ثنا إسرائيل عن معاوية بن إسحاق عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( أذن لي أن أحدِّث عن مَلَكٍ ، قد مرقت رجلاه الأرض السابعة ، والعرش على منكبه ، وهو يقول : سبحانك أين كنت ، وأين تكون )) .قلت : وعمرو بن محمد الناقد أوثق وأحفظ وأضبط من محمد بن العباس الأخرم ، وشتان بين روايته (( أحدِّث عن مَلَكٍ )) ، ورواية الأخرم وباذام (( أحدِّث عن ديك )) !! ، وليس هذا من تصحيف الواهم بسبيلٍ ، سيما مع كثرة الموضوعات عن الديك الذى يحمل العرش ، وشيوعها وشهرتها ، وتصحيح البعض إيَاها . ولا يشك عاقل أن هناك فرقاً واضحاً وكبيراً بين أن يحمل عرش الرحمن العظيم ملكٌ عظيمٌ ، أو أن يكون حاملُه ديكاً ذا زغبٍ أخضر ، وريشٍ أبيض ، كما سيأتى بيانه ؟؟! . وإذ قد أتينا على المراد من هذا التعقب ، فلنورد هذا الفصل بتمامه من (( الموضوعات )) للحافظ أبى الفرج بن الجوزى .قال الحافظ ( ج3/ ص8:6) : باب ما ذكر أن في السماء ديكاً فيه عن جابر ، وابن عباس ، والعرس بن عميرة . فأما حديث جابر فله طريقان : [ الطريق الأول ] أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا ابن عدى حدثنا محمد بن الحسن البصري حدثنا على بن بحر أنبأنا على بن أبى على عن محمد بن المنكدر عن جابر أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : (( إن لله ديكاً ، عنقه مطوية تحت العرش ، ورجلاه في التخوم ، فإذا كانت هدأة من الليل ، صاح : سبوح قدوس ، فصاحت الديكة )) . [ الطريق الثانى ] أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا مبشر بن موسى حدثنا الحميدى حدثنا على ابن أبى على اللهبى عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : (( إن لله عزوجل ديكا ، براثنه في الارض السابعة ، وعنقه منطوية بالعرش ، فإذا كان هوى من الليل ، قال : سبوح قدوس ، قال : فعند ذلك تصيح الديكة )) . وأما حديث ابن عبَّاسٍ : فأنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا الحسن بن على عن على بن عمر الحافظ عن أبى حاتم حدثنا محمد بن سدوست النسوي حدثنا حميد بن زنجويه حدثنا محمد بن خداش حدثنا على بن قتيبة عن ميسرة بن عبد ربه عن عمر بن سليمان الدمشقي عن الضحاك عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لما أسرى بى إلى السماء ، رأيت فيها أعاجيب من عباد الله وخلقه ، ومن ذلك الذى رأيت في السماء ديك ، له زغب أخضر وريش أبيض ، بياض ريشه كأشد بياض رأيته قط ، وزغبه أحمر كأشد حمرة رأيتها قط ، وإذا رجلاه في تخوم الارض السابعة السفلى ، ورأسه عند عرش الرحمن ، مثنى عنقه تحت العرش ، له جناحان في منكبيه ، إذا نشرهما جاوز المشرق والمغرب ، فإذا كان في بعض الليل نشر جناحيه وخفق بهما وصرخ بالتسبيح لله تعالى يقول : سبحان الملك القدوس ، سبحان الله العظيم المتعال ، لا إله إلا الله الحى القيوم ، فإذا فعل ذلك سبحت ديكة الارض ، وخفقت بأجنحتها ، وأخذت في الصراخ ، فإذا سكن ذلك الديك في السماء ، سكنت الديكة )) . وذكر حديثا طويلا في قصة المعراج شبيها بعشرين ورقة . وأما حديث العرس: فأنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا ابن عدى حدثنا على بن إبراهيم بن الهيثم حدثنا أحمد بن على بن الافطح حدثنا يحيى بن زهدم بن الحارث الغفاري عن أبيه عن العرس بن عميرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن لله ديكا ، براثنه في الارض السفلى ، وعرقه تحت العرش ، يصرخ عند مواقيت الصلاة ، ويصرخ له ديك السموات سماء سماء ، ثم يصرخ بصراخ ديك السموات ديك الارض ، يقول في صراخه : سبوح قدوس رب الملائكة والروح )) . قال أبو الفرج : (( هذه أحاديث كلها موضوعة . فأما حديث جابر ، ففي طريقيه على بن أبى على اللهبى . قال البخاري : هو منكر الحديث ، وقال يحيى : ليس بشئ ، وقال النسائي : متروك الحديث ، وقال ابن حبان : يروى عن الثقاة الموضوعات لا يجوز الاحتجاج به . وأما حديث ابن عباس ، فالمتهم به ميسرة . قال البخاري : يرمى بالكذب ، وقال ابن حماد : كان كذابا ، وقال النسائي والدار قطني : متروك ، وقال العقيلى : أحاديثه بواطيل لا يحل كتب حديثه إلا اعتبارا ، وقال ابن حبان : يروى الموضوعات عن الاثبات ، ويضع المعضلات على الثقات في الحث على الخير ، وهو صاحب حديث فضائل القرآن (( من قرأ كذا فله كذا )) ، لا يحل كتب حديثه إلا للاعتبار . وأما حديث العرس ، فقال ابن حبان : يحيى بن زهدم روى عن أبيه نسخة موضوعة لا يحل كتبها إلا على التعجب )) .